السبت، 1 يونيو 2013

هل تعتقدي أن شرب الأم المرضعة للقهوة يؤثر على الطفل ؟

هل تعتقدي أن شرب الأم المرضعة للقهوة يؤثر على الطفل ؟ 
هذا السؤال يتبادر إلى ذهن الكثير من النساء، اللواتي يعشقن شرب القهوة، ولا يستطعن الاستغناء عنه، حيث تنشأ المخاوف من أن تؤثر القهوة على نوم الطفل الرضيع.
في الواقع، فإن الأمهات ربما اختبرن مثل هذه التجربة، لذلك عندما يستيقظ طفلها ليلاً تعتقد أن السبب تلك القهوة التي احتستها، والتي ربما كانت في الحليب الذي رضعه مولودها.
أما علميا، فإن الأطباء لم يتمكنوا حتى الآن من إثبات علاقة قطعية بين تناول الأم لمادة الكافيين الموجودة في القهوة وبين استيقاظ الأطفال الرضع ليلاً. ولكن في جميع الأحوال يجب أخذ الحيطة والحذر. ويجب عدم المبالغة في شرب القهوة.
القهوة والأم المرضع:
لتناول القهوة أثناء فترة الرضاعة ثمن باهظ، وهو أن تبقى الأم ساهرة تستمع لصرخات رضيعها اليائسة وهو يحاول النوم، فشرب القهوة يزيد من الاحساس بالنشاط والحيوية خلال فترات الحمل وأثناء فترة الرضاعة المتعبة أيضاً، لذلك فإن شرب القهوة سيزيد من تعب الأم المرضع، وسيحرمها هي وطفلها من النوم خلال ساعات الليل التي تحتاجها لمواصلة العناية بنفسها وبطفلها نهاراً.
العديد من الدراسات أكدت وجود علاقة بين “قهوة الأم” وبين “سهر أو استيقاظ الطفل” من بينها دراسة برازيلية نشرت تحت عنوان “أمراض الأطفال”، ورغم وجود مؤشرات، إلا أن الدراسة خلصت بالقول: “لم يتم بصفة جازمة التأكد من وجود أدلة كافية ومقنعة لتحذير الأمهات المرضعات والحوامل، من متعة شرب القهوة، بغرض ضمان أمومة هادئة وصحية لها ولرضيعها”.
تفاصيل الدراسة:
كانت الطريقة التي اتبعها الباحثون البرازيليون دقيقة وشملت 4200 امرأة ممن كن حوامل ووضعن حملهن بسلام.
قام الباحثون باستجواب الأمهات الجدد حول المشروبات التي يشربنها والمحتوية على مادة الكافيين تحديداً، وهي القهوة وشراب “المتة” المنتشرة بكثرة في أمريكا الجنوبية. وخلال 3 أشهر تم استجواب نحو 800 مرضعة من الأمهات اللواتي أرضعن أطفالهن مباشرة من أثدائهن، وطلب منهن الاجابة على مجموعة من الأسئلة تتمحور حول نوم أولادهن في الأيام الـ 15 الأولى (كم ساعة ينامون في اليوم والليل.؟ أين ومع من ينامون؟ كم مرة يستيقظون أثناء نومهم بالليل؟).
وبينت الدراسة أن امرأة واحدة من بين كل 5 نساء ممن يشربن ما مقداره 300 ميليغرام من القهوة يومياً، وهو ما يعادل 3 فناجين من القهوة الأمريكية. وعند بلوغ الطفل 3 أشهر تهبط هذه النسبة العالية من شرب القهوة بنسبة 14 بالمائة.
هذه النسبة المئوية تعادل نسبة الأطفال الذين يستيقظون أكثر من 3 مرات بالليل. كما تبين أن الأطفال الذين يستيقظون منتصف الليل، لم تكن أمهاتهم – بالضرورة – ممن يشربن الكثير من القهوة.
تشرح الباحثة التي أشرفت على الدراسة إينا سانتوس بالقول: “تبين الدراسة وجود حالات استيقاظ متعددة بين الأطفال الرضع للأمهات اللواتي يشربن الكثير من القهوة أثناء فترة الحمل، ويكملن تناول القهوة حتى بعد الولادة، وأثناء فترة الرضاعة. إلا أن القهوة ليست هي السبب الوحيد الذي يسبب الأرق والاستيقاظ للأطفال وينغص عليهم راحتهم، هناك أسباب أخرى خفية تسبب استيقاظ الأطفال مثلها مثل القهوة”.
تعليق الأطباء على الدراسة:
يعتبر العلماء أن الدراسة الأخيرة والدراسات المشابهة في النتيجة لها، تعني أنه ليس من الضروري نصح الأمهات المرضعات أو الحوامل بعدم شرب القهوة أو التقليل من تناولها، لأن ذلك لا يعني بالضرورة غض الطرف عن بعض الأشياء السيئة الأخرى مثل الكحول أو التدخين.
لذلك، ينصح الأطباء بشكل عام من شرب معتدل للقهوة، وذلك حفاظاً على راحة الأم المرضعة أولاً، وعلى صحتها وعلى نوم الرضيع، خاصة وأن القهوة قد تثير النظام العصبي للأم، والذي يؤثر بدوره على الجنين قبل الولادة، وبعد الولادة، وحتى على حليب الأم.
ويعتبر الأطباء أن تقليل شرب القهوة، سيقدم فائدة للأم، حيث يمكن أن يقلل الخطر المتعلق بها من أرق وسهر، وليس على جنينها بصفة أساسية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق